....بَيْتي ..بَيْتي ...
بِئْرٌ مِنْ دُموعِ الشَوْق
ِلبَيْتي العَتيق ،يملأُ عيوني
وأَنا أكسِرُعَتْمَةَ الأيام
والقَمَرُ حزين
هاجَمَني أشباحٌ هبَّوا كالإعصار
اقتلَعوني من جَنَتي
وخطفوا هَوِيَتي
كانَ لي في السماء نُجومٍ
نظَرْتُ إلَيها
وجَدْتُها من غَيرِ ضِياء
أسرَعْتُ خطاي
فلحِقَ بي ضِباع
ارتَجَفْتُ وتابَعتُ مسيري
وأنا أحمِلُ على كِتفي نهاراً ثقيل
وشمسي يطارِدُها السواد
قطعتُ الجسور وأنين شوقي
يَخفِقُ فوقَ موجَةِ ألَمٍ
تعلو وتهبط على بساط ريحٍ
أبى إلا أن يعود
تَدَحرَجتُ كَكُرَةٍ فرَت
من مُهاجِمٍ مسعور
تُهتُ في الأزقةِ والحارات
وتَلَعْثَمَ قدمي بِساقٍ مكسور
أسعَغَني كَتاريخٍ
ألقيتُ عليهِ التَحِبَةُ
ورَجَوتَهُ إظهار المستور
ركَضَت عيني وارتَجَفَت
ثنايا روحي
حين قال ياابنتي :
الدارُ لم تَعُد الدار
والأهلُ في خبر كان
فلا تنظُري، البيت مغفور
والوُصول صَعبُ المَنال
وصَفَعَني القَهر
ظننت للِعُشِ سيعود العُصفور
وأنَ هُناك من يَصُدُ الغُرابَ
عن لهمِ الُبُذور
يا وَجَعي
لقد سَكَنَّ الغَيمُ قِنديل المآذن
وعلا نحيبُ الحَناجِر
النارُ تحصِدُ الأكباد
ورمادٌ هنا
وهناك تُنثَر الأجساد
كرنفال الحروب يجول في البلاد
انتَفَضَ الحجر على عين زيتونٍ
تبكي اغصاناً في السجون
وكأنهُ يرجوني
إنزَعي ظلاماً لنا احتكر
وأعيدي لِبُستانِنا الثمر
صحنُ الأقصى الرصاصُ
عليهِ كالمَطَر
شامُ الياسمين
عراق النخيل
يمن العسل
وكل البلاد في خطر
فانفُضي غُبارَ السنين
أُرتُقي البِساط،وحرري الفِراش
فَدِفئهُ مَرَغَهُ الصقبع
آهٍ وألفُ آه
رضَينا بالقليل
وسرقوا منا الكثير الكثير
وكم أتعَبَنا البُكاء
مِن بين ثقوب اللِحاف
وأزهار الياسمين
على العَتَباتِ تصيح
مِن صراخِ اقتلاع الأظافر
والموت في المعابِر
فكيفَ بعد كل هذا العناء
سنُمسِكُ خيوطَ ااشمس
ورُعاة الظلام في الإنتِظار
خَنَقتُ آلام عُمري تحت ثوبي
سافرتُ حافيَةُ القدمَينْ
امعَنتُ النظر
وخَطَوتُ بِحَذَر
في ليلٍ غاب قَمَرَهُ
لَبَيْتُ النِداء
وسَجَدتُ لِرَبي ركعَتَينْ
ليُعيدَ بِئري إلَيْ
أرشُفُ قَطرَةً منهُ
بَعدَها
إن أتى المَوتُ فحَياه
أطوي ظلامي
وأحصُنُ ذِكرَياتي
أعقِدُ السماء تحتَ وِسادتي
فيضيء الفَجر جَبهَتي
وأوراقُ الياسمين
تُدَثِر رِحلَتي ،وتَطوفُ روحي
حول البيت
....عفاف غنيم ..