الأب الظالم بحبه
الذي كان يطوقني بالموانع
ويجبرني على شرب الحليب
والأكل الصحي
والذي كان يتولى بنفسه
أخذي إلى المدرسة حتى أنهيت جامعتي
والذي كان يخاف علي من النسمة
اذا مرت بجانبي
ويجبرني على استبدال أوقات اللهو
بالقراءة ولعب الشطرنج معه
ويأخذني بيدي مشاوير طويلة
في طرقات غاباتنا الخضراء
وأعود لأجد الرجل الآخر
جدي الذي يبتسم برقة الأرض كلها
ويعرف أن يحول المرحبا
لقصيدة طويلة من الروعة
حاملا تينا وعنبا من زراعته
ويطعمني بيديه الطاهرتين
ويمسح على رأسي
وخالي الجميل كملاك
الذي علمني السباقات معه
بأن نحفظ أبيات الشعر
أو نسبح بالبحر القريب من بيتنا
او نطبخ سوية ونضحك بأعلى صوتنا
بعد كل هذا
كيف أستطيع أن اكره رجلا
ولم ابدأ إلا بالأروع منهم