حتى النداءُ يتخثرُ في هذه اللحظاتِ
والخلاصُ يهدرُ كسرابٍ
بضجيجٍ متكتلٍ في مفاصلَ الانتظارِ
شخيرُ الأملِ يخترقُ الفراغَ
وأذنُ الصمتِ تلتقطُنا من يدِ التأرجحِ
لم يعدْ للصدى صراخٌ
ولا للأغنيةِ بحةٌ
أو عبرةٌ
والنداءُ مستمرٌ في التخثرِ
ونحن مستمرون في الصمتِ
لكن ما الفرقُ بينهما ؟!
ولماذا لا يشبهُ الضجيجُ الشخير ؟!
ولماذا لا يكون موتُنا انتظارا
أو أملُنا حياةً
......
......
يظلُّ كلُّ شيءٍ يدورُ حولَ نفسه
لأن الغرابةَ أن تدورَ نفسُ الشيء حولَهُ
ولماذا نراها غرابةً ؟!
لِمَ لا نسميها شيئاً ، ونتجاهلُ الأمرَ
هذا الإصرارُ على النداءِ
وهو متخثرٌ
لا تُسمِعُ الصدى أنتُكَ
لا تُسمِعُ أنتَك صداها
كلاهُما سيختفيان
وتبقى وحدُكَ
وحدُكَ
تتمزقُ في الذكرى
.....
حتى أنا أظنُ أحياناً أن القصيدةَ انتهتْ
إلا أنها لا تتوقفُ
حين النداءُ
يتشظى
تتفتقُ السماءُ
ويهطلُ المطر !!!
....