مايمّيزك يا يوم السّادس من تشرين
هاقد عدتَ يايوم السّادس من تشرين الأوّل ، وأنت مازلت تحتفظ بتميّزك عن باقي التواريخ والمناسبات ، إذ كنت الجامع لكلّ أبناء سورية , وأبناء الوطن العربي الذين وقفوا في تلك الحرب مشكّلين نسقاً بشريًا واحداً ، لاتميّز به بين شقيق وآخر , ومازادك تميّزاً هو أنّك ومنذ ست سنوات تأتينا باحثاً عن شيء مشترك بينك وبين الحرب التي فرضت علينا , ولم نكن نربّي أجيالنا على مثلها، ليس بمعنى أنّنا لانملك تفكيرا مستقبليّاً نتمكّن من خلاله وضع استراتيجيات افتراضيّة ، تساير التّحدّيات التي تقف في وجهنا، ولكن لكوننا اعتدنا في جميع الحروب التي خضناها ,وأنت من أهمّها / حرب تشرين التّحريريّة/ اعتدنا أن نكون متوحّدي الهدف والنّوايا ومتكاتفي الأيدي مطمئنين على ظهورنا ، عندما نتوجّه بصدورنا إلى العدو الذي هو عدو لجميع أبناء سوريا والوطن العربي، وأنت يايوم السّادس من تشرين خير من خبر وفهم ذلك ، نعم كنّا مطمئنين، أنّ ظهورنا يحميها أبناؤنا من الدّاخل الذين رضعوا حبّ الوطن من خلال ما منحهم إياه من خير ، ومراهنين على ذلك انطلاقاً من أنّ أمّهاتهم حرائر لايمكن أن يساومن على عفّتهن وعفّة وطنهنّ مقابل كل مغريات الكون، فضلاً عن ثقتنا أنّ أشقاءنا العرب لايقلّون عنّا شهامةً وكرامة، أمّا ما صَعَقَنا وفتّت قلوبَنا ، وجعّد أرواحَنا وجمّد إحساسنا وصدم عقولنا ، أنّ من داخل وطننا عدد لابأس به لم تَرُق ْله حاضنة الوطن بكل مافيها من عفّة وعطاء، إذ خرج منها ، وغرق في مستنقعات لها أشكال عدّة وأنواع عدّه يجمعهعا شعار واحد/الفلس والجنس/ فضلاً عن عدد لابأس به من البلدان العربية، التي لم تغلق سوريا يوما أبوابها في وجهها، بل كان أبناء تلك البلدان على يقين ومن خلال التجربة أنّ لهم وطنان وطنهم وسورية، وبدلاً من أن يغبطنا زعماء تلك البلدان ، على مامنحنا الله من نعم ،هم شركاؤنا فيها بحكم الأخوّة ، فوجئنا بأنّ قلوبهم قتلها الحقد والحسد، فمدّوا أيديهم لكلّ أعداء سوريا مسخّرين مختلف إمكانياتهم لهم ’ مقابل أن يحققوا خدشاّ بسيطاً في جسد وطننا النّوعي سوريا، لذلك يايوم السّادس من تشرين مازلت محتفظاً بتميّزك إلى اليوم ، وستحمل عبر زيارتك لنا ألما ً وربّما خيبة أمل حجمها بحجم النّقاء والثّقة التي كانت من أهم عوامل انتصارك على العدوان , وستبقى تعزف لنا تراتيلك أملاً بعودة القلوب والضمائر إلى أماكنها الحقيقية مستفيدة مما مرّت به من خبرات واقعيّة ، وموقنةً أنّ المال الحرام لاينتج إلاّ الحرام، وأنّ الوطن هو كرامتنا وعزّنا على الدّوام. وعندما أصوغ كلماتي بصيغة الجمع أهدف إلى أنّنا جسد واحد قائداً وجيشاً وشعباً, مع يقيننا بأن ّ من يدير مصنع النّصر هو السيّد الرّئيس بشّار الأسد رئيس الجمهورية العربية السّوريّة ، ومن يشحنه دماء شهداءنا ومن ينتج النّصر ويصنعه جيشنا وروافده الدّاخليّة والخارجية، ومن يعزف ألحان النّصر وزغاريده أمّهات الشّهداء، ومن يزيّنه ويزخرفه شعبنا بإيمانه وصبره وعزيمته وتصميمه على مواجهة كل ماتفرضه عليه الحرب من أشكال الابتلاء.
الباحثة الإعلاميّة التّربويّة: شفيعه عبد الكريم سلمان