أقذِفُ حَجَرًا في الريحِ.. لتَنكسر.
..
الليلُ أنا
أستلقي فوق السقفِ
أحدّقُ في وجْهي
وكأنَّ الريح مَرايا تَعزلني عني
كم يشبهني الليلُ!
وكم أشبهُ في الليلِ العتمةَ!
أتنفسُ مرآتي
أو أتحسسُ قُضباني بالرئتينِ
سجينٌ جسدي هذا
يَلقى صورتَه في كل شهيقٍ
ويُفارقها في كل زفيرٍ
وكأني أتنفسُ لأقابلَني
وكأن السِّكّةَ عاصفةٌ
يتمشي فيها ظلّي نحوي!
في كل مساء أستيقظ
كي أتفقدَ وجهي مِن خلفِ القضبانِ.. وأَهذي
أستلقي فوق السقفِ أُحدّقُ في العتمة
لوني منطفىءٌ
كالفحمة قبْلَ النارِ
وقلبي مُشتعلٌ
كالفحمةِ بعْدَ النارِ...
هذا وجعٌ يَكفي
وجنونٌ يُشْبههُ حتْفي
لكنِّي لا أبكي في وجْهي..
أَبكي مِن خَلْفي
وأفكر في أن الدمعة
ليست إلا نجمًا يوشكُ أن يتفجرَ في رأسِ الليلِ
وأن فتاةً قد تسمعُ صرختَه الآنَ
فتخرجُ عاريةً تبحثُ عنهُ
ولا تَلقاه سوى في عينِي
تبتسمُ
فتَخرج في عتمةِ لوني الشمسُ
ويجري في قلبي النهرُ
فأنْجو
_وكأن الفحمةَ ليستْ إلا كابوسًا
أيقظ غصنًا قبل المطرِ مُباشرةً_
الصبحُ أتى
سأغادر سقفَ البيتِ إذًا
وسأَقذِفُ حجَرًا في وجهِ الريحِ
وسوف أعانقُ تلك البنتَ علانيةً
وأقول لها:
ما أجملَ ألّا أَظهَر في المرآة وحيدًا!