أوحت لي أصابعي الشفافة
-حول جسد كوب الشاي المقعر- بالقتل
أوحت لي ذات الأصابع
بضرورة نشر موت جديد
في ساحة أولاد الحرام
الذين عَلِقْنا معهم..
ولا أقصد -بلفظة أولاد حرام-
سوى الموتى النيام في دمائك
الذين-مهما أقنعتهم بأولوية البعث-
يستمرون في الضغط على شريان الحياة
بعنقك لينفجر
وتصير عنقا يمارس معهم الموت
دون أدنى شعور بالذنب
لا أذكر كم مرة كتبت عن الموت!
ولكني أعرف عدد المرات
التي تورط فيها الموت معي
حتى عجز عن التفرقة بين نفسه وبيني!
ثمانية أعوام من تميمة شيمبورسكا:
"بعد كل حرب، ثمة من عليه أن ينظف".
ثمانية أعوام من تعليق التميمة
على كل جدار في المدينة
ونقعها في صهاريج المياه الرئيسية
ودسها في لحاء كل شجرة شهدت الحرب
ولكن الطبيعة لم تحب شاعرتك المفضلة
كما أحببتها أنت، فقتلتك
وحولت التميمة إلى نذير شؤم
تهمس به أجزاؤك الميتة:
" بعد كل موت،
ثمن من عليه أن يلعقك قبل أن تصير حربا".
يا صديقي..
ربما نبت الخطأ كله من أصابعك الجميلة
التي ذكرتك كيف لا يليق بك الموت..
لذا لا تشرب الشاي
وإن اضطررت لشربه لف أصابعك بضمادات
مخدرة للدفء، والوهج، والحياة..
داخل أكواب الشاي المقعرة.